بسبب الخبز..تظاهرت الأميركيات وخرج الرئيس للشارع

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لكم على متابعتكم خبر عن بسبب الخبز..تظاهرت الأميركيات وخرج الرئيس للشارع

بداية من شهر أبريل/نيسان 1861، غاصت الولايات المتحدة الأميركية بأهوال الحرب الأهلية التي صنفت كأكثر نزاع دموي بتاريخ الأميركيين، وقد استمرت هذه الحرب لأكثر من 4 سنوات وانتهت بمقتل ما يزيد عن 600 ألف أميركي تزامنا مع عودة الولايات الجنوبية للاتحاد وإقرار إجهاض العبودية بكامل التراب الأميركي.

ومع إعلان انفصالها، اتخذت الولايات الجنوبية، الكونفدرالية، مدينة مونتغمري (Montgomery) عاصمة مبدئية لها، وبحلول أواخر أيار/مايو 1861، فضّل الكونفدراليون نقل العاصمة نحو مدينة ريتشموند (Richmond) بولاية فرجينيا.

رسم تخيلي يجسد عمليات النهب بريتشموند

رسم تخيلي يجسد عمليات النهب بريتشموند

أزمة اقتصادية واجتماعية

بحلول العام 1863، عاشت الولايات الجنوبية على وقع أزمة اجتماعية بسبب الطبقية، فبتلك الفترة، عبّرت النساء المنتميات لطبقة العمال عن سخطهن الشديد من تداعيات الحرب عليهن، فبينما عاش أفراد الطبقة الثرية، الذين امتلكوا أعدادا هامة من العبيد، حياة البذخ، عانت طبقة العمال من الفقر وتداعيات الأزمة الاقتصادية.

ومن جهة ثانية، انتمت النسبة الساحقة من الجنود الكونفدراليين الذين تواجدوا على الجبهة لهذه الطبقة، ومع غياب أزواجهم وأطفالهم، تعكرت وضعية النساء، المصنفات ضمن طبقة العمال، اللواتي عانين في بعض الأحيان من نقص فادح في المواد الغذائية.

وأواخر شهر آذار/مارس 1863، مررت الحكومة الكونفدرالية قانونا زاد من معاناة الأهالي حيث سمح هذا القانون الجديد للعسكريين الكونفدراليين بمصادرة جميع المواد الغذائية من السكان المحليين أثناء توجههم نحو الجبهة، وتزامنا مع سوء إدارتها للشؤون الاقتصادية زمن الحرب، تسببت الحكومة الكونفدرالية في ارتفاع نسبة التضخم حيث انهارت العملة المحلية لتبلغ بذلك أسعار المواد الغذائية أرقاما قياسية.

خروج الرئيس للشارع لتهدئة المحتجين

بالعاصمة ريتشموند، تزعمت امرأتان من الطبقة الفقيرة حركة احتجاجية نسائية مطلع نيسان/أبريل 1863، فعقب لقائهما بمجموعة من النساء بإحدى الكنائس، خططت كل من ماري جاكسون (Mary Jackson) ومينيرفا ميريديث (Minerva Meredith) للقيام بمظاهرة بقلب العاصمة لمطالبة حاكم الولاية جون ليتشر (John Letcher) بمساعدتهم ومدّهم بالخبز.

قرب تمثال جورج واشنطن بريتشموند يوم 2 نيسان/أبريل 1863، تجمهرت مئات النساء عقب تسلحهن بالسكاكين والمسدسات، وأثناء سيرهن بالشارع التاسع باتجاه مبنى الكابيتول بريتشموند، انضم عدد كبير من الأهالي لهذه المظاهرة النسائية أملا في الضغط على الحكومة وإجبارها على التفاوض حول ارتفاع سعر الخبز.

وبالطريق نحو الكابيتول، تحولت المظاهرة النسائية لعمليات شغب وعنف عمد خلالها المتظاهرون، المسلحون، لمهاجمة ونهب مخازن الطحين واللحم المقدد والأفران. وبسبب عمليات النهب هذه، أطلق اسم احتجاجات الطحين على هذه المظاهرة النسائية عام 1863.

أمام تواصل عمليات النهب، خرج حاكم فرجينيا جون ليتشر رفقة رئيس الولايات الكونفدرالية الجنوبية جيفرسون ديفيس (Jefferson Davis) للشارع لتهدئة المحتجين وحثهم على العودة لديارهم، وقد عمد الرئيس ديفيس لإخراج قطع نقدية من جيبه ومنحها للمحتجين أملا في إنهاء المظاهرة.

وفي المقابل، توعد عمدة ريتشموند المتظاهرين بعقاب شديد في حال بقائهم بالشارع.

أسفرت هذه الأحداث عن سقوط عدد هام من الجرحى. وبالأيام التالية، اعتقلت السلطات الكونفدرالية عشرات المحتجين الذين مثلوا أمام القضاء بتهمة إثارة الشغب.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

حاصل علي كلية الدراسات الإسلامية جامعه الازهر الشريف في القاهرة احب كتابة الأخبار والتريندات

‫0 تعليق

اترك تعليقاً