تركيا واليونان لمحاولة استئناف الحوار حول الخلافات المزمنة في قمة فيلينوس

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن تركيا واليونان لمحاولة استئناف الحوار حول الخلافات المزمنة في قمة فيلينوس

تركيا واليونان لمحاولة استئناف الحوار حول الخلافات المزمنة في قمة فيلينوس

أبدت تركيا واليونان توجهاً للسعي إلى استئناف الحوار حول المشكلات العالقة بينهما خلال قمة «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» التي تبدأ في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا الثلاثاء. وأعلنت أنقرة وأثينا عن لقاء سيجمع الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال أعمال القمة بعد تبادل الرئيسين التهنئة بانتخاب إردوغان رئيساً لتركيا لولاية جديدة في مايو (أيار) الماضي وفوز ميتسوتاكيس بالانتخابات التشريعية في اليونان وتولي رئاسة حكومتها لفترة ثانية.

وتأتي هذه الخطوة بعد توتر شديد في العلاقات بين الطرفين خلال العام الماضي وإعلان إردوغان إلغاء اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك مع اليونان، وهجومه الشديد على ميتسوتاكيس، واتهامه بمحاولة عرقلة صفقة مقاتلات «إف16» لتركيا، حيث حذر في كلمة في يونيو (حزيران) العام الماضي من تزويدها بتلك المقاتلات والأخذ في الحسبان التوتر في شرق البحر المتوسط وفي بحر إيجه.

وهدد إردوغان بضرب أثينا بصواريخ «تايفون» التركية، محذراً من استمرار تسليح اليونان جزراً متنازعاً عليها في بحر إيجه بأسلحة حصلت عليها من أميركا. وخاطب رئيس الوزراء اليوناني قائلاً: «انظر يا ميتسوتاكيس أنت تتحدث إلى اليسار واليمين مرة أخرى… إذا قمت بتسليح الجزر، فهل سنقف مكتوفي الأيدي؟ اعلم هذا جيداً… إذا حاولت ارتكاب خطأ، فإن الأتراك الغاضبين سوف يتحركون… ليس لدينا مشكلة في ضرب أثينا… لكن إذا تصرفت بذكاء فسنكون معك… ليس لدينا مشكلة».

جهود «الناتو»

وبالإضافة إلى اللقاء بين إردوغان وميتسوتاكيس، اتفق وزير الدفاع التركي يشار غولر مع نظيره اليوناني، نيكوس دندياس، على التحاور بشأن استئناف اجتماعات «إجراءات بناء الثقة» بين البلدين، التي يرعاها «الناتو» والتفاصيل المتعلقة بها خلال قمة فيلنيوس. وشدد الوزيران، اللذان توليا منصبيهما حديثاً في اتصال هاتفي، على استمرار الحوار بين البلدين الجارين وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.

وكشفت أنقرة عن لقاء ثلاثي جمع وفوداً من تركيا واليونان وألمانيا في بروكسل، في يناير (كانون الثاني) الماضي، لبحث سبل إعادة إطلاق قنوات الاتصال بين تركيا واليونان، وأنها حذرت اليونان خلال الاجتماع بأنها ستقوم بترسيم حدود مناطقها الاقتصادية في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط من جانب واحد.

واستحدث «الناتو» في عام 2020 آلية لفض النزاعات في بحر إيجه وشرق المتوسط، عقدت 5 اجتماعات لوفود عسكرية من تركيا واليونان، لبحث وثيقة تنص على حزمة إجراءات لبناء الثقة بين البلدين، ومنع الحوادث غير المرغوب فيها، وإنشاء خط اتصال. وتم في هذا الإطار إلغاء بعض المناورات من قبل الجانبين بشكل متبادل.

المحادثات الاستكشافية

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية اليوناني، يورغوس يرابيتريتيس، إن تأجيل حل الخلافات مع تركيا لا يفيد، وإن بلاده ترغب في زيادة الحوار والتعاون مع تركيا.

وأكد يرابيتريتيس، خلال عرض برنامج الحكومة اليونانية الجديدة أمام البرلمان، أمس، رغبة اليونان في إقامة علاقات حسن جوار مع تركيا، وأن استئناف المحادثات بين البلدين هدفه تشكيل أجندة إيجابية مع تدابير بناء الثقة وزيادة التعاون الاقتصادي.

ولفت إلى لقاء ميتسوتاكيس وإردوغان، الذي سيعقد خلال قمة «الناتو» في فيلنيوس، قائلاً إن ميتسوتاكيس سيسعى إلى إقامة علاقة مع الرئيس التركي في إطار الاحترام المتبادل.

وأكد الوزير اليوناني أن بلاده تريد حل المشكلات مع تركيا بشأن المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري في البحر المتوسط على غرار الاتفاقيات التي أبرمتها مع مصر وإيطاليا. وشدد على أن تأجيل حل هذه المشكلات لا يخدم مصالح البلدين.

وتسود خلافات تاريخية بين الجارتين الحليفتين في «الناتو» حول قضايا؛ منها التحليق الجوي والأحقية في السيادة على جزر بحر إيجه، والحدود البحرية وموارد الطاقة في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن تقسيم قبرص على أساس عرقي.

وشدد يرابيتريتيس على أن أزمة قبرص تعدّ أولوية السياسة الخارجية لليونان، وأن حل الدولتين على الجزيرة، (اقترحته تركيا)، «لا يمكن قبوله».

وأطلقت تركيا واليونان محادثات استكشافية منذ عام 2002، من أجل تمهيد أرضية لحل «عادل ودائم وشامل» يقبله الطرفان لمعالجة خلافاتهما في بحري إيجه والمتوسط، عقدت 60 جولة منها حتى مارس (آذار) 2016، ثم توقفت نحو 5 سنوات، واستؤنفت في يناير 2021، حيث عقدت الجولة الـ61 في أنقرة.

ولم تؤد هذه المحادثات على مدار انعقادها إلى التوصل لاتفاق على حل الخلافات بشأن أي من القضايا المطروحة على أجندتها.

وبعد الجولة الأخيرة، استمرت المباحثات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجدداً، لكنها تجمدت بشكل كامل منذ زيارة ميتسوتاكيس لأميركا في يونيو (حزيران) العام الماضي.

ملف الهجرة

وصدرت إشارات، الشهر الماضي، إلى مقاربة إيجابية بين تركيا واليونان بشأن مسألة تدفق المهاجرين عبر نهر «ميريتش» («إيفروس» وفق التسمية اليونانية) الحدودي بين البلدين بعد إجلاء قوات الدفاع المدني التركية القسم الأكبر من نحو 300 مهاجر أو طالب لجوء كانوا عالقين لأيام بجزيرة في النهر بالقرب من «نيا فيسا»، ونقلهم إلى الأراضي التركية.

وجاء التحرك التركي بعد اتصال هاتفي أجراه القائم بأعمال وزير الخارجية فاسيليس كاسكاريليس، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لتهنئته بمنصبه الجديد، وجرت مناقشة هذه المسألة.

وكان وجود المهاجرين في الجزيرة، وكذلك مجموعة أخرى في منطقة «ماراسيا»، أجلتها الشرطة اليونانية، زاد من مخاوف السلطات في أثينا.

وفي تصريح لافت، قال وزير النظام العام اليوناني، هارالامبوس لالوسيس، عقب التحرك التركي إنه «لا يعتقد أن تركيا كانت وراء الارتفاع الأخير في عمليات عبور المهاجرين».

وفي السابق، اتهمت اليونان تركيا باستغلال الهجرة للضغط من أجل الحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي، لكن المسؤولين في كلتا العاصمتين اتخذوا نهجاً أكثر تصالحية في الأشهر الأخيرة بعد الموقف التضامني، الذي اتخذته اليونان مع تركيا خلال كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) الماضي.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً