يقولون منذ القديم أن الأم هي المنزل والمنزل هو الأم. يتحول البيت في غياب الأم إلي كهف تصعب الحياة فيه وإن توافرت فيه جميع الامكانيات. والكهف بوجود الأم جنة وإن كان فارغا. لحظة واحدة مع الأم كفاية لازاحة كل الهموم ، حضن صغير منها يجعلك تشعر براحة كبيرة. الأم لا شخص يعوض غيابها لكنها تعوض غياب اي شخص. لكن هل كل الامهات بذلك الوصف أم أن هناك امهات تحجرت قلوبهم ولا تستحق لقب ماما ؟
أبوكم مات
سيدة في أواخر الخمسين من عمرها ، أرملة منذ سنوات كثيرة ، توفي زوجها عنها وهي ابنة الثلاثين سنة تاركا لها أربعة فتيات أكبرهم يبلغ من العمر عشرين سنة. منذ أول يوم لرحيل الزوج قررت الأم أن تكافح على تربية الفتيات ولا تلقي بالا لطلبات الزواج. تعبت من ضغوطات وصعوبة العمل، لكنها تحملت من أجل تربيتهم.
ولأن الدنيا ليست علي حالة واحدة بل هي تتقلب كثيرا ، فقد عجزت السيدة منذ عدة سنوات عن العمل وأصبحت تستدين من هذا وذاك حتى تراكمت عليه الديون ، وأصبح أصحابها يطلبونها بالسداد أو بشكوتها للمحكمة ، فضلا عن ذلك أصبح الكثير يرفضوا طلبها بالاستدانة. ضاق الحال بالسيدة خاصة مع دخول الفتيات لسن الزواج ، وأصبحت لا تعرف طعم الراحة وتسأل بداخل نفسها كيف لها أن تزوج الفتيات وهي لا قدرة لها على توفير الطعام لهم ، كيف ذلك وهم جميعا خلدوا أمس للنوم من شدة الجوع لأنه لا يوجد في منزلهم كسرة خبز واحدة.
لقيت حل
وأثناء تفكير السيدة في تلك الدوامة التي لا تعرف كيف ستخرج منها ، رأت علي برنامج اليوتيوب إعلانا على تليفون أحد فتيان جيرانها ، الذي كان يلعب لعبة وظهر له الإعلان، عن طلب فتيات لممارسة الفحشاء ، حفظت الرقم عن ظهر قلب وتنفست الصعداء وكأنها رأت فيه الخلاص. هاتفت صاحب الرقم واتفقت معه علي إحضارها للفتيات ولابد أن يكون السعر مضاعفا. ناقشت السيدة الفتيات في ذلك الأمر وقابلوا طلبها بالرفض القاطع ، إلا أنها اجبرتهم علي فعل ما تطلبه وإلا لا مكان لهم في المنزل وسيكون مصيرهم الشوارع. اضطرت الفتيات على القبول ، وبدأوا العمل وفي قلوبهم غصة حزن علي ما وصل إليه حالهم بعد وفاة والدهم، خرجوا للعمل وهم يترحمون عليه.