شكرا لكم على متابعتكم خبر عن قصة دبابة هزمت هتلر.. ويمجّدها الروس
تستعد روسيا خلال الأيام القادمة للاحتفال بعيد النصر الذي يحيي من خلاله الروس الذكرى 78 لانتصارهم على ألمانيا النازية بالحرب العالمية الثانية. وخلال هذا الاحتفال السنوي، تحظى الدبابة السوفيتية القديمة تي 34 (T-34) بمكانة مميزة حيث تمثل الأخيرة لدى كثيرين رمزا من رموز تفوق السوفيت على الألمان.

صورة لميخائيل كوشكين مصمم تي 34
ففي خضم الحرب، شاركت هذه الدبابة بمعارك عديدة، خاصة بالفترة الأولى من الحرب، وساهمت في صناعة النصر السوفيتي.
أولى نسخ تي 34
إلى ذلك، باشر السوفيت في وضع تصاميم النسخة الأولى من دبابة تي 34 أواخر الثلاثينيات بطلب من القيادة العسكرية السوفيتية. فبتلك الفترة، اعتمد الجيش الأحمر أساسا على الدبابات الخفيفة من نوع تي 26 ودبابات بيستراخودني (Bystrokhodny)، متعددة العيوب، لدعم جيش البر. ومقارنة بنظيرتها الألمانية والبريطانية بتلك الفترة، عانت هذه الدبابات السوفيتية من تأخر كبير. وبالحرب الأهلية الإسبانية والخلافات الحدودية مع اليابان، أثبتت دبابات تي 26 وبيستراخودني محدودية فاعليتها وضعفها أمام الأسلحة المضادة للدبابات.

صورة لمدفع باك 38 عيار 50 ملم الألماني
إلى ذلك، باشر السوفيت بالعمل على تطوير نموذج دبابة تي 34 داخل أروقة مصنع العربات القاطرة خاركوف كومنترن (Kharkov Komintern) بأوكرانيا عام 1937 تحت إشراف المهندس والمصمم ميخائيل كوشكين (Mikhail Koshkin).
مطلع العام 1939، ظهرت أولى النسخ من دبابة تي 34. وإضافة لامتلاكها لعدد من خاصيات الدبابات السابقة، زودت تي 34 بدروع أمامية بلغ سمكها 45 ملم وتميزت بدرجة انحناء قدرت بحوالي 60 درجة. وبفضل درجة الانحناء هذه، حصلت دبابة تي 34 على خاصية جديدة لمقارعة القذائف المضادة للدبابات حيث ارتدت الأخيرة حال ارتطامها بدروعها. من جهة ثانية، توجب على هذه القذائف اختراق حوالي 50 ملم من الدروع لبلوغ المركز الداخلي لدبابة تي 34 وقتل من تواجدوا داخلها. أيضا، زودت هذه الدبابة السوفيتية الجديدة بمحرك في 12 (V12) خوّل لها بلوغ سرعة قصوى قدرت بنحو 55 كلم بالساعة أثناء سيرها على الطرقات المعبّدة. ومن ناحية التسليح، سلّحت تي 34 بمدفع أل 11 (L11) عيار 76 ملم.

دبابة تي 34 سوفيتية خلال الحرب العالمية الثانية
واتجه ميخائيل كوشكين لإضافة رقم 34 لاسم هذه الدبابة في إشارة منه لعام 1934 الذي يصادف سنة بداية تفكيره في تصميم دبابة تي 34.
بداية من شهر يناير 1940، أجرى السوفيت تجارب ناجحة على نموذجين من دبابة تي 34. وقد نقلت هاتان الدبابتان خلال نفس العام نحو موسكو والحدود الفنلندية السوفيتية قبل أن تعود لكييف وخاركوف. وخلال هذه الرحلة الطويلة، توفي المصمم ميخائيل كوشكين عقب إصابته بالتهاب رئوي. وعلى إثر ذلك، أشرف المهندس ألكسندر موروزوف (Alexander Morozov) على مهمة مواصلة تطوير دبابة تي 34.
دبابة تواجدت بأغلب النزاعات بالقرن العشرين
باشر السوفيت بصناعة دبابات تي 34 بمصنع خاركوف كومنترن. وتدريجيا، توسعت عملية إنتاج هذا النوع من الدبابات لتطال مصنع الجرارات بستالينغراد. وخلال سنوات الحرب، أدخل الاتحاد السوفيتي تحويرات وإصلاحات على تصاميم تي 34 قبل أن ينتج نسخا أخرى منها. وعلى حسب التقارير السوفيتية لعام 1941، امتلك الجيش الأحمر حوالي ألف دبابة تي 34 عند بداية الاجتياح الألماني للأراضي السوفيتية يوم 22 حزيران/يونيو 1941.
مع بداية استخدامها بكثافة على الجبهة، جعلت تي 34 دبابات بانزر 3 ومدافع باك 38 (Pak 38)، عيار 50 ملم، الألمانية بلا قيمة حيث عجرت قذائف هذه الأسلحة الألمانية عن اختراق دروع الدبابة السوفيتية.
خلال الحرب العالمية الثانية، شاركت تي 34 بأغلب معارك الجيش الأحمر البرية. وبالحرب الباردة، تواجدت هذه الدبابة بنزاعات عديدة حيث شاركت بالحرب الكورية والحرب الأهلية الأنغولية وحروب يوغوسلافيا وحرب فيتنام وحرب 1967 وحرب أكتوبر.