بعد حرب لبنان والأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد ماذا يحتاج للنهوض من جديد 

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

لا يرقى الى مستوى الخطورة التي استدعت زيارة الرئيس نبيه بري الى السعودية. وهي زيارة، على ما فيها من توخي التهدئة والعودة الى الحوار، لا تنفك تؤكد لمن لا يزال يحتاج الى توكيد، ان عنزات الطوائف في بلاد الأرز مربوطة بكراعيبها… الخارجية. فإذا تخفيض التوتر المذهبي داخل فريق “النجمة” لكرة القدم او في “الاحياء المختلطة”،

 

يقتضي رحلة الألف ميل الى جدة، ناهيك بما تتطلبه مسائل من عيار حكومة الوحدة الوطنية، والمحكمة الدولية، و”التطبيع”، من تجشم مشقات اسفار اخرى نحو دمشق وطهران وما بعد طهران. وكل هذا في بلد يتمتع التكتلان الآذاريان المتنافسان فيه بمنسوب رفيع جداً من الحساسية الاستقلالية والسيادوية.

 

ولا عجب من استمرار هذه العادة الدارجة في مخاطبة “الآخر” بتوسط عاصمة من العواصم المسماة اقليمية او دولية. وهي بلغت من الحذاقة ما جعل احد قادة “القوات اللبنانية” يصرّح ذات مرة بأن تعاون حزبه مع اسرائيل كان وسيلة لمد اليد الى “اخوانه المسلمين”. صدّق او لا تصدّق. وتأكد من ان اقرب طريق الى أذنك هو ان تمد اليد اليمنى من خلف الرأس لالتقاط الأذن اليسرى!

 

هكذا نستطيع ان نطمئن الى اننا، بعد الحرب المدمرة، قد عدنا الى “لبنان كما كان”، بحسب عنوان احدى فعاليات التضامن الاخيرة في مصر الشقيقة.

 

فكيف لا ينسحب “لبنان كما كان” ايضا على مشاريع اعادة الاعمار وقد أرسته القرارات الرسمية على ثالوث الخصخصة والتلزيم والمحسوبية؟ يجمع بينها انسحاب الدولة (اللبنانية) من اي دور في اعادة الاعمار، لتفادي التعقيدات البيروقراطية، كما يبلغنا رئيس الحكومة. فالتعويض المالي افرادي على المتضررين. والترميم واعادة البناء افراديان هما ايضا. والشكر افرادي، يجب ان يتوجه الى زعمائنا الحاضرين، إن لم يكن شخصيا فعلى الاقل من خلال هيئات الاغاثة والصناديق والجمعيات والمؤسسات. وكل آيات الشكر تذكّرنا بأن الرعية تتلقى الاعطيات والحسنات والصدقات والخدمات، ولكن ليس لها حقوق.

 

أما التمويل فقد جرى تلزيمه للخارج، حيث تبنّى عدد من الدول، معظمها من الدول الخليجية المنتجة للنفط، أكلاف اعادة اعمار 93 قرية وبلدة ومدينة جنوبية متضررة (وثلاث قرى وبلدات ومدن في البقاع وعكار). وهذه السابقة التي تكاد تكون فريدة في تاريخ اعادة الاعمار بعد الحروب تمثل الوجه الآخر للمحسوبية وقد انتقلت الى المستوى العربي والدولي.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً